-->

البطل الرابع محمد علي فهمي


محمد علي فهمي.. حارس السماء
.
.

كانت المشكلة الأكبر أمام أي مجهود حربي على القناة، هو «ذراع إسرائيل الطويلة»، ممثلة في الطيران، فبعد تدمير الطائرات المصرية 

على الأرض في النكسة، لم يجد عبد الناصر حلاً إلا بإنشاء حائط صواريخ، يديره رجل يعرف كيف يقطع هذه الذراع ويوفر للقوات وقتاً 

للحشد، ومظلة تحميها من غارات العدو المتواصلة، كان هذا الرجل هو محمد علي فهمي، الأب الحقيقي لقوات الدفاع الجوي المصرية.

ولد محمد في 11 أكتوبر 1920، وعُيّن قائدًا للدفاع الجوي في 23 يونيو 1969، ليبدأ ملحمة بناء الصواريخ.

كانت المعركة مشتعلة على خط القناة، فالغارات الإسرائيلية، لا تكاد تنقطع، والرجل بحاجة للوقت كي يسد ثغرات سماء مصر التي يحاول 

العدو باستمرار أن يحتلها بطيرانه.

فهمي لم يكن يبني شيئًا من الفراغ، فالرجل تلقى دراسات عسكرية متخصصة في الدفاع الجوي في كالينين بالاتحاد السوفيتي. ثم عمل 

مدرساً لكبار الضباط ثم قائداً للفرقة الثانية المضادة للطائرات عام 1958، وبعدها عمل في سلاح المدفعية، حتى 
1966.

قرر قائد الدفاع الجوي، أن يبدأ معركته مبكراً، فوسط ظروف مرعبة، التحمت أجساد العمال بحوائط الصواريخ وقواعدها الأسمنتية، بينما 

الطيران الإسرائيلي يواصل الضرب، حتى سبتمبر 1970، حين قررت مصر أن تخلق مظلة آمنة لقواتها، فأسقطت طائرة استطلاع ضخمة 

للعدو، الذي رد بإرسال الفانتوم، ليواجهه فهمي ورجاله بمدافع المضادات، ويجبر العدو على الفرار من جحيم الدفاع الجوي، فيما عُرف إعلاميًا بعدها بأسبوع بـ«تساقط الفانتوم».

في الحرب، كان العبء مضاعفاً على الدفاع الجوي، فهو ضمانة تقدم المقاتلين في سيناء، وهو أيضًا حارس سماوات مصر من أي غدر.. 

في تلك اللحظة، راهن فهمي على تدريب رجاله، ونصبت منصات الصواريخ الثابتة والمتحركة، لتتساقط 303 طائرات إسرائيلية، ويأمر 

بنيامين بليد، الجنرال الإسرائيلي، قائد طيران العدو، طياريه بعدم الاقتراب لمسافة 15 كيلومتراً من القناة لأن «الموت حتمي هناك»، كما 

كتب بعدها في تقريره للجنة «أجرانات» التي حققت في هزيمة إسرائيل.

بعد الحرب، صدر قرار بتحويل الدفاع الجوي إلى «سلاح أساسي»، ليصبح «القوة الرابعة» في القوات المسلحة، بعد القوات البرية 

والبحرية والجوية، ولم تمر سوى سنوات قليلة، حتى عُيّن فهمي مستشاراً عسكرياً للسادات، ثم خرج من الخدمة، ليلقى ربه في لندن يوم الأحد 12 ديسمبر 1999.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق